سؤال بين طيّاته الكثير من مواضع الألم , ومعاني القسوة , وجمل الأحزان .
سؤال ينطوي تحت ظلاله أسئلة كثيرة كلها تبحث عن إجابة واحدة مقنعة .
سؤال لا يريد صاحبته سوى القول الحق , فهو لم يعد يحتمل صور الخداع والنفاق التي يشاهدها كل يوم .
لماذا يحاربونني ...
لماذا يحاربونني ...
حينما أكون قوية العلاقة بربي , وكثير الاتصال به , ودائمة التفكر في آياته وملكوته ؟
لماذا يحاربونني ...
حينما أكون متتبعة لسنة نبيي محمد صلى الله عليه وسلم , عاملة بأوامره , تاركة لنواهيه , محبة له عليه الصلاة والسلام ؟.
لماذا يحاربونني ...
حينما أسعى في تطهير النفس التي تسكن بين جوانحي من رجس الشياطين , ودنس المعاصي والآثام ؟.
لماذا يحاربونني ...
حينما أظهر بري بوالدي , وطاعتي لهما , وخوفي عليهما , ودعائي الدائم لهما ؟
لماذا يحاربونني...
حينما أكون متفوقة في حياتي , مقدامة في خطواتي , صادقة في حركاتي وسكناتي ؟.
لماذا يحاربونني...
حينما أتفيأ في ظلال من أحبه ويحبني , وأستمتع بقرب من أوده ويودني ؟.
لماذا يحاربونني...
في دعوتي , ويريدون الإسقاط بي , ولا يروق لهم أن أقول في لله تعالى كلمة حق أدينه بها ؟.
لماذا يحاربونني...
حينما أبدع في علاقاتي مع الناس , وأتميز في القرب منهم لأجلهم , وأُهدي لهم ما وهبني ربي إياه من العلم والنفع ؟.
لماذا يحاربونني...
حينما أجعل في الحياة أثرا , وأرسم في الوجود ذكرا , وأبني بكل إيمان صادق قصرا ؟.
لماذا يحاربونني...
وخوفي عليهم دائم , ونصحي لهم صادق , وحياتي لأجل إسعادهم , وتعبي لأجل راحتهم , وسهري لأجل منامهم .
لماذا يحاربونني ؟؟؟
سؤال لا يسأله كل أحد , ولا يستطيعه كل شخص , ولا يدرك ماهيته وأهميته سوى أصحابه .
لماذا يحاربونني ؟
هو سؤال ذلك الداعي إلى سبيل ربه , الهادي إلى رضوانه , والدال على عفوه وغفرانه .
سؤاله حينما يرى العقبات تتابع على طريقه , ويرى الابتلاءات تترا في مسيرته , ويدرك أن هناك من الناس من ليس له هم إلا كيف يقضي عليه وعلى منهجه ودعوته .
نعم هذا السؤال الذي دائماً ما نسمعه من الدعاة .
وأقول لهم إنما ذلك درب المؤثرين المميزين الذين يتلذذون بما يصيبهم خدمة لدين رب العالمين وقدوتهم في ذلك من أرسل من عند ربه رحمة للعالمين عليه الصلاة والسلام .
فامض – أيتها الداعية – واعلمي أن أكثر ما يعينك على تميزك وتفوقك في الدارين القرب من ربك جل وعلا وطلب العون منه , وإخلاصك العمل له , وتلبسك بلباس التقوى , وأدائك للفرائض التي افترضها عليك , وبرك بوالديك , وعونك لإخوانك , وصلتك لأرحامك , وتسخير كلمتك وقلمك وعطاءك ومواهبك لكلمة الحق , وقطعك لك صلة تصلك بباطل أو سؤ أو شر , وكن عالي الهمة يعلو قدرك , وتتجلى منزلتك , ويبين الحق الذي تحمليه , ويزهق باطل أعدائك.
لا ينهض القلب إلا حين يدفعه عزم الرجال إذا ما استيقظت فيه
والحب يخترق الغـبراء مندفعاً إلى السماء إذا هبت تناديه
والقيد يألفه الأموات ما لبثوا أما الحياة فيبليها تبليه]